الصراع الداخلي: كيف يمكننا فهم معضلة العصر للوطن العربي؟

يتحدث الصراعات الداخلية أو الصراع الداخلي ضمن
التحالف القتالي ينهار لعدة دوافع، مما يؤدي في النهاية إلى فشل التحالف، وانحلاله وتفككه، واختفاءه في النهاية.
عند وقوع هذا النوع من الصراعات والاقتتالات الداخلية يكون ذلك في الغالب داخل تجمعات ووحدات لم تتلق الإعداد الكافي، ولم يكن لديها قاعدة عسكرية متينة، ولا أساس قتالي قوي؛ بمعنى آخر تكون غير مؤهلة بالكامل، لذا فإن احتمال وقوع الصراع داخليًا المسلح يبقى احتمالية متوقعة، وشغفًا مزمنًا في كل لحظة مع استمرار المواجهات والعمليات واستمراريتها.
عندما يحدث الصراع الداخلي المسلح بين المجموعات داخل منطقة محددة بسبب الأعراق والتكوين السكاني، يعتبر ذلك تطهيرًا عرقيًا، وهو أحد أخطر أنواع الصراعات الداخلية
يمكن فهم الصراع أو الاقتتال الداخلي غير الدولي على أساس أنه نتيجة لقتال داخلي بين أفراد تجمع أو وحدة واحدة بشكل غير متوقع، بعد تصاعد الخلافات الداخلية نتيجة لعدة أسباب مختلفة، ووصولها إلى حد الأزمة. أو يمكن أن يكون ذلك اضطرابًا وصراعًا داخليًا، نتيجة لظهور الأخطاء البنيوية المتراكمة في جسم التحالف القتالي الواحد.
تختلف أنواع الاقتتال الداخلي المسلح من حيث التسمية وفقًا للتشكيلات والجهات المشاركة من حيث الهيكلية؛ إذا كان الصراع داخل تجمع أو وحدة واحدة بسبب عدة أسباب من الظاهرة أو الخفية – وهو ما سيتم التطرق إليه فيما بعد في هذا السياق – يُصنف الصراع أو الاقتتال الداخلي بأنه من أخطر أنواع الصراعات الداخلية الذي يستدعي استراتيجية حل جذري على المستوى العسكري؛ لأن الهدف هنا لدى الطرفين المتحاربين ليس تحقيق أهداف الحرب، بل هو إخراج الطرف الآخر المتخاصم داخل نفس الوحدة من الوجود تمامًا وحسب.
عندما يحدث الاقتتال الداخلي المسلح بين المجموعات داخل نطاق إقليم معين؛ بسبب الأعراق والتركيب الديموغرافي، يكون الاقتتال الداخلي تطهيرًا عرقيًا، ويعتبر أحد أخطر أنواع الصراعات الداخلية، كما حدث في رواندا ويوغسلافيا سابقًا، ويمارسها إسرائيل في فلسطين بطريقة غير مبررة في وقتنا الحالي!
عدم وجود قيم العدل والمساواة داخل التحالف القتالي يعد سببًا أساسيًا لتفاقم الصراع وحدوث الاقتتال الداخلي أثناء القتال، حيث ينتج هذا السبب عن عدم استقرار نفسي للأفراد، ويشكل ذلك انتهاكًا وظلمًا حقيقيًا يجب إزالته عندما تتاح الفرص المناسبة
دوافع حدوث الاشتباكات البينية المسلحة غير الدولية:
- فقدان المعارك المتتالية:
إذ تتابع هزائم المجموعة المقاتلة، يمكن أن يكون سببًا أيضًا في اشتعال النزاعات الداخلية داخل المجموعة، إذ يفقد الأفراد الثقة بقادتهم وتدبير العمليات، مما يجعلهم يستهدفون بنادقهم الداخلية بدلاً من الخارج في محاولة لتصحيح الوضع بعد سلسلة هزائم وخسائر ناتجة عن سوء إدارة الحروب.
- النيل من المكاسب والغنائم:
يمكن أن يسفر الصراع الداخلي المسلح أحيانًا عن التنافس على الغنائم والمكاسب الحربية، مما يُحفّز المجموعة على التحايل والصراع الداخلي من أجل توزيع هذه الغنائم بطُرق غير عادلة، وخاصة في حالة الفرق التابعة للمرتزقة واللصوص أو الأفراد المهتمين بمصالحهم الشخصية.
- انعدام العدل والمساواة داخل الكيان:
يُعَتبر نقص العدالة والمساواة داخل المجموعة المقاتلة سببًا رئيسيًا لتفاقم الصراعات الداخلية خلال الحروب، مما يولد شعورًا بالظلم والاضطهاد يدفع الأفراد نحو تصاعد الصدامات والتصعيد، ويجعل الحلم بالعدالة والمساواة ضرورة لتثبيت السلام.
- خطأ فادح يؤدي للرعب والصراع:
في بعض الحالات، يمكن أن ينشأ الصراع الداخلي نتيجة لأخطاء من النيران الصديقة، مما يؤدي إلى عدم فهم الحقيقة الميدانية، وقد تكون النتيجة وفي نهاية المطاف فقدان العديد من الأرواح بفعل الاشتباكات البينية المسلحة.
- إثارة الفتن والشائعات والحملات النفسية:
تُعتبر الفتنة من قِبل جهات خارجية عاملًا رئيسيًا في تشويش وإثارة الفوضى داخل المجموعات المقاتلة، فضلًا عن أنها تُعد من بين العوامل الكبرى التي تدفع نحو نشوب الاشتباكات البينية المسلحة، لكن يتطلب استخدام هذا العامل دراية ومهارة لإثارة الانقسام داخل الكيان، وتلجئ الأطراف الأخرى للاستخدامات النفسية والإعلامية لدفع الكيان نحو الانشقاق، خصوصًا إذا كانت معظم أعضائه غير متعلمين.
انهيارات المجموعات والوحدات المقاتلة تكون نتيجة لانقسامات استنزافية داخلية، قد تكون مفاجئة وتؤدي إلى هزيمة محتومة أمام الفاعل الآخر
- تطلع لتحقيق مكاسب شخصية وطموحات:
اعتباراً من أن تحقيق المكاسب والنجاح وتحقيق الأهداف الشخصية من أبرز قوى الدفع لحدوث الاقتتالات البينية المسلحة، خاصة إذا تزايدت الرغبة لدى بعض الأفراد في الاستفادة الشخصية والترقي الذاتي، مشتتة إلى الفوضى داخل المجموعة مثل النزعات الاستعراضية الفردية المتجاورة مع الشعور بالتميز والتفوق والخصوصية.
- توجه أو تداخل
- التأثير الخارجي على أفراد داخل التنظيم القتالي:
يمثل التصاعد الخارجي لجزء من أفراد التنظيم القتالي الواحد وتشكيل تحالفات متعددة بينهم، سببًا رئيسًا من أسباب حدوث التصادم الداخلي، حيث تقوم بعض الجهات والمتسلطين الخارجيين بعمليات تصعيد واسعة النطاق لعدد من الأفراد مع وعود محددة بالمكافأة المجزية بحسب المتفق عليه، بهدف تنفيذ إبعاد أي جهات غير مرغوبة. في هذه الحالة، تمثل تلك الجهات تهديدًا حقيقيًا، يجب إبعادهم بكل حزم.
وبجانب ذلك، يمكن أن نستعرض أسبابًا أخرى تتضمن القيادات الفاشلة، وصراع المصالح، وانتشار التكالبات الفصائلية داخل التنظيم الواحد، أو وجود خلافات ثقافية أو هيكلية أو قبلية أو عقائدية داخل الجماعة.
توضح الأسباب والمواقف والدوافع السابقة لحدوث الصراعات الداخلية المسلحة داخل التنظيم القتالي الواحد بشكل واضح، أن نقوض السلامة والفساد المتفشي داخل التنظيم القتالي، بالإضافة إلى عدم حدوث الصراعات الداخلية المسلحة يعتبر إشارة للنجاح والفعالية والتحول إلى قوة فاعلة.
باختصار: الفساد داخل التنظيم القتالي نتيجة لحدوث الصراعات الداخلية نتيجة لأحد الأسباب السابقة أو غيرها، ونتيجتها قد تكون إنهيارًا مفاجئًا لكافة تلك الجماعات والوحدات القتالية، وبالتالي حدوث هزيمة قريبة أمام الطرف الآخر.
الآراء المطروحة في المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف شبكة الجزيرة الرسمي.