حصلت شركة “بلو أوريجن”، المملوكة لجيف بيزوس، على ترخيص من إدارة الطيران الفدرالية الأميركية لإطلاق صاروخ “نيو غلين“. سيمتد هذا الترخيص لخمس سنوات، مما يتيح للشركة تنفيذ عمليات إطلاق من محطة كيب كانافيرال للقوات الفضائية.

يتميز “نيو غلين” بكون مرحلته الأولى قابلة لإعادة الاستخدام، حيث تم تصميمها للهبوط في المحيط الأطلسي بعد الوصول إلى ارتفاعات معينة. يأتي هذا الابتكار كجزء من جهود الشركة لتعزيز الاستدامة وتقليل التكاليف في مجال استكشاف الفضاء.

يمثل هذا الترخيص خطوة مهمة لشركة “بلو أوريجن”، التي تواجه الآن منافسة شديدة مع “سبيس إكس”، المملوكة لإيلون ماسك، و”يونايتد لونش ألاينس”، وهو مشروع مشترك بين شركتي بوينغ ولوكهيد مارتن. تتنافس هذه الشركات على عقود لإطلاق الأقمار الاصطناعية للأمن القومي في الولايات المتحدة بميزانية تصل إلى 5.6 مليارات دولار.

تحديات من منافس شرس

كان من المقرر أن تكون المهمة الأولى لصاروخ “نيو غلين” في أكتوبر الماضي، حيث كان من المفترض أن ينقل مركبتين تابعتين لوكالة ناسا إلى المريخ. ولكن تأخر إصدار الترخيص أدى إلى بحث ناسا عن خيارات بديلة. بدلاً من ذلك، ستكرّس الرحلة الأولى لاختبار تقنيات جديدة ضمن برنامج “بلو رينغ”، الذي يهدف إلى توفير مركبات فضائية لدعم وزارة الدفاع الأميركية، مما يعزز دور “بلو أوريجن” في المشاريع الأمنية المستقبلية.

تواجه “بلو أوريجن” منافسة قوية من “سبيس إكس”، التي قدمت تطورًا كبيرًا في صناعة الفضاء بصاروخها “فالكون 9″، وتعمل حاليًا على تطوير “ستارشيب” القابل لإعادة الاستخدام بالكامل. مؤخراً، حققت “سبيس إكس” إنجازًا مهمًا بإعادة المرحلة الأولى من “ستارشيب” إلى منصة الإطلاق في تكساس دون أي أضرار.

في ظل هذا التنافس المحتدم، تعمل “بلو أوريجن” على تسريع استعداد “نيو غلين” عبر تغييرات جديدة في الإدارة، حيث عينت “ديف لمب”، أحد كبار موظفي شركة “أمازون” سابقًا، لقيادة عمليات التطوير والتشغيل.

نحو مستقبل جديد

تتوجه الأنظار الآن نحو المهمة الأولى لصاروخ “نيو غلين”، التي ستحدد قدرته على الحصول على الشهادة اللازمة لتنفيذ مهام إطلاق الأقمار الاصطناعية للأمن القومي بناءً على توجيهات “قوات الفضاء الأميركية”.

ستساعد نتائج هذه المهمة “بلو أوريجن” على تجاوز تحدياتها السابقة وتأكيد كفاءتها في قطاع الإطلاق، الذي يزداد تنافسيته.

تعكس طموحات “بلو أوريجن” تحولًا أكبر في صناعة الفضاء، حيث أصبحت الشركات الخاصة عناصر رئيسية في تنفيذ المهام الحكومية الحساسة. ومع استمرار تطور هذه الصناعة، قد تشير نجاحات “نيو غلين” إلى تحول كبير للشركة، مما يساعدها على الاقتراب من منافسيها الرئيسين مثل “سبيس إكس” وتعزيز دورها في مجالات الفضاء التجاري والحكومي.