أسباب مغادرة آلاف الشركات لمصر: تحليل ودراسة الوضع الاقتصادي الحالي
تواجه الشركات المصرية صعوبات كبيرة في بيئة الاستثمار، ما يدفع العديد منها للانتقال إلى أسواق مجاورة أكثر جذبًا.
قراءة المزيدتواجه الشركات المصرية صعوبات كبيرة في بيئة الاستثمار، ما يدفع العديد منها للانتقال إلى أسواق مجاورة أكثر جذبًا.
قراءة المزيدسكان القرى الحدودية في لبنان يؤكدون: "سنصمد وسنعود إلى أرضنا مهما كانت التحديات، الاحتلال سيرحل ونبقى".
قراءة المزيدأعلنت منظمة الصحة العالمية بدء تجربة لقاح ضد الإيبولا في أوغندا، بعد تفشي الوباء. الهدف هو حماية المصابين ومخالطيهم.
قراءة المزيدWrite in Arabic an excerpt that does not exceed 150 characters, including spaces:
في زوايا الموانئ والمطارات، وعلى متن قوارب متداعية، تتكرر الحكاية: شباب يحلمون بالخلاص، يتركون خلفهم عائلات مفجوعة، متشبثين بآمال عابرة للحدود، لكن كثيرًا ما تنتهي رحلاتهم قبل الوصول في أعماق البحار وأدغال الغابات، لكن تلك الرحلات -النظامية وغير النظامية- تفتن المبدعين لللتفاعل معها، فتستوي روايات ولوحات وأغاني وأعمال درامية، يطبع جميعها المتلقي ويفتنه، رغم الألم وبشاعة ما تعبر عنه؛ وتلك لعمري مفارقة
لكن، ليست كل الخطابات المنبثقة عن الهجرة، والارتحال بصفة عامة، قاتمة، بما أن الأمر مرتبط بطبيعتها، اختيارية أم اضطرارية، ودواعيها، من أداء منسك ديني إلى تحصيل علمي، إلى نفع معرفي، إلى تحسين وضع معيشي، إلى رغبة في الانفتاح على الآخر؛ والأمر مرتبط كذلك بخواتيمها، إما نجاح وإما انكسار، أو حتى هلاك.
ولأن الهجرة على هذا الثراء من جهة ملابسات حدوثها عبر التاريخ، فقد تعددت المصطلحات الدائرة في فلكها، كالارتحال والاغتراب والإبعاد والترحيل والتهجير والنفي؛ والمعنى الجامع إجمالا هو الانتقال من منطقة الإقامة الأصلية أو حدود بلد المنشأ إلى وجهة أخرى.
ثمة صنفان رئيسيان من سردة حكايات الهجرة، صنف زاولها وامتهن التوثيق لغايات براغماتية، وصنف تفاعل معها أدبيا وفنيا، سواء مر بالتجربة أم لم يمر، لكن عناه شأنها، وعناه شأن من سالت أرواحهم جراءها؛ فيأتي التعبير منسجما مع مقولة المفكر والأديب التونسي محمود المسعدي: "الأدب [ومثله الفن] مأساة أو لا يكون"، لغاية التخفف من أوجاع التعاطف الحاد مع "الضحايا"، وتعرية فظاعة مآلاتهم، في ظل تهرب أصحاب القرار من إيجاد الحلول المنجية، وانتفاء علامات الانفراج.
وتبقى الإحاطة بالمنجز الأدبي والمرجعي المقترن بالارتحال عن الديار عسرة، لتشعب المسألة وضيق مجال تناولها، وامتداد المدونة العربية على فترات زمنية متعاقبة. وعلى هذا الأساس، نجيز لأنفسنا البدء بذكر مركزية تصوير الشاعر الجاهلي رحلته الشاقة، حقيقية كانت أم وهمية، في القسم الاستهلالي، للقصيدة المعيارية، خاصة في غرضي المدح والغزل، طمعا في صلة الممدوح أو وصل الحبيب.
وما الظعن بغريب عن نمط عيش العرب قديما في فيافيهم، ترسما لمواقع الماء ومنابت الكلأ، من أجل البقاء. إلا أن ما ذكرناه لا يجيز لنا إدراج الهجرة المحمدية في سياقنا هذا، لقدسيتها وفرادة دواعيها ومقاصدها.
ولنا في مستعذب تجارب الرحالة العرب ومضنيها، ومستطرف أوصافها ومألوفها، وجديد معارفها ومتداولها، ما يشدنا ويذهلنا. لقد كشفت لنا تجاربهم عن سعة اطلاعهم، وبلوغهم أماكن قاصية من العالم، وانجذابهم إلى التأليف في مجالي الجغرافيا والتاريخ خاصة، وانتهاجهم، ما أمكن، الحذر العلمي وتصحيح الخطأ السائد وتقديم الإضافة، كما سيأتي؛ لقد أضحت أعمالهم التي ترجمت إلى لغات كثيرة مراجع معتمدة من المهتمين وأهل الاختصاص عبر العصور. وسوف نستدعي بعضا من هؤلاء الأعلام:
وإن من درس تتعلمه الأجيال من ابن خلدون وتستفيد منه في فهم المسائل وتدارسها، فهو تعريفه للتاريخ، وقد أثبت له وجهين في قوله: "التاريخ في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى، وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق؛ فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يُعدَّ في علومها وخليق".
صياغة ابن خلدون البلاغية هذه دليل على أن مدونة الرحالة العرب ذات الطابع المرجعي في الأصل، لا تعوزها القيمة الأدبية، وقد تجلى ذلك من خلال ما اصطفوه من عناوين لمؤلفاتهم آنفة الذكر؛ وللتذكير، فإن "مقدمة" ابن خلدون هي مقدمة لمؤلفه الضخم "كتاب العبر"، واسمه الكامل: "كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر".
نعود إلى القرنين الرابع والخامس للهجرة، لنقف، في غير إطالة، على اضطرار عدد من مفكري إفريقية، وتحديدا تونس، إلى مغادرتها، زمن زحفة بني هلال عليها.
جل هؤلاء المرتحلين هم من مدينة القيرون، وقد يمموا إجمالا شطر الأندلس؛ أما كتاباتهم، فيغلب عليها الأدب الذي لا يعدم إشارات تاريخية؛ حسبنا ذكر ثلاثة منهم:
موت الكرام حياة في مواطنهم *** فإن هم اغتربوا ماتوا، وما ماتوا
يا أهل ودي لا والله ما انتكثت *** عندي عهود ولا ضاقت مودات
وفي الحقيقة، تألبت على هذا الشاعر الضرير مصائب كبرى ثلاث، نكبة بلاده، وفرار زوجته، وموت ابنه يحيى الذي لم يحي أكثر من ثماني حجج، وقد خصه بديوان في الرثاء عنوانه "اقتراح القريح واجتراح الجريح".
هذا الشاعر هو أيضا صاحب القصيدة الأوفر حظا، غناء ومعارضات شعرية، التي مطلعها:
يا ليل الصب متى غده *** أ قيام الساعة موعده
ومن لآلئ الأشعار التي إليها تهوي الأفئدة وعلى روعتها تجمع الأذواق، ما جادت به قريحة المتنبي (301-354 هـ) الضارب في الأرض بين العراق وبلاد الشام ومصر وبلاد فارس، مادحا أصحاب المجد والذائدين عن الحمى، وحتى مطمعيه بنيل المنى؛ وهاجيا الزمان وأهله من مخلفي العهود.
هو القائل في مدح سيف الدولة ومدح كافور وهجائه وذم الزمان، على التوالي:
وقفت وما في الموت شك لواقف *** كأنك في جفن الردى وهو نائم
ولكن بالفسطاط بحرا أزرته *** حياتي ونصحي والهوى والقوافيا
جود الرجال من الأيدي وجودهم *** من اللسان، فلا كانوا ولا الجود
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا *** وعناهم من شأنه ما عنانا
وتستمر رحلتنا مع مفكرين وأدباء كلفوا بمهام خارج بلدانهم، أو لبوا نداء الحاجة المستقرة في نفوسهم إلى التنقل، فكتبوا عن تجاربهم.
كانت اهتمامتهم ذات منحى تأملي في القضايا الاجتماعية والقيم الإنسانية، وكان من جلهم انخراط في التيار الرومنطيقي الرافض للعقلانية، عنوان التيار الكلاسيكي، وفاتح الآفاق أمام التعبير عن الذات ومشاعرها بحرية، والتركيز على الخيال والعاطفة واستلهام الطبيعة؛ ومما يطبع أدباء المهجر أيضا، حنوهم وحنينهم إلى مشرقهم، يقول نسيب عريضة:
يا دهر طال البعاد عن الوطن *** هل عودة ترجى وقد فات الظعن
إن ما استحضرناه من تجارب المجتازين حدود مواطنهم، يجعلنا أمام مرتحلين كتاب، دونوا ما ارتضوا تدوينه؛ غير أن ذلك لا ينبغي له أن يحجب عنا أوضاعا راهنة لمهاجرين يحلمون بالخلاص من جحيم التهميش والحرمان المعيشي، فتتلقفهم أوجاع المعاناة وهموم الملاحقة وصفعة ضياع الحقوق وكوابيس تكرار الفشل في مسعاهم، مما يضطرهم إلى معاودة الكرة في ظروف بالغة العسر، لتوفير مبالغ التمكن من العبور، المعروف في اللهجة التونسية بـ"الحرقة".
و"الحارقون" هم المهاجرون غير الشرعيين، ويكونون من أبناء تونس أو من الوافدين عليها، باعتبارها، وبحكم موقعها الجغرافي المواتي، أرض مرور من الضفة الجنوبية إلى الضفة الشمالية، "أرض الميعاد". الفقر وانسداد الآفاق من ورائهم، والوسطاء "الحراقون" المبتزون أمامهم؛ يتعقبهم حراس الحدود، فيرتدون إلى "مواقعهم" القلقة بخسارات مضاعفة، مادية ومعنوية.
ولأن السيطرة على الحدود البرية، فضلا عن البحرية، شبه مستحيلة، فقد يكتب للمغامرين التقدم خلسة في عرض البحر؛ لكن، عليهم أن يجتازوا المياه الإقليمية، التي لا يسلم ترسيمها من الحيف والتلاعب، بهدف إبطال الرسو على سواحل البلد المقصود. في حال الاجتياز، يحق لهم إطلاق أول أنفاس الصعداء، قبل الخضوع لإجراءات التحري الأقصى في بلدان "الاستقبال". يعد ذلك مغنما رغم العقبات البالغة، إذ للأنواء كلمتها حين تكشِّر عن أنيابها وتقلب للمجتازين ظهر المجن، عندها لا يتأخر الماء الغامر في إفنائهم، فتهب الأمواج لتمزيقهم وإلقائهم أشلاء على يابسة الانطلاق. أما الفلك الذي يركبونه، المفتقد في الغالب إلى مقومات الأمان، والمحمَّل بأضعاف طاقته، فله اليد الطولى في لقائهم حتفهم، مطفئين حرقتهم ومُوقدين في الآن نفسه نيران ذويهم وأصحابهم التي لن تخمد.
تتبادل التهم، ويصب جام الغضب على ما اصطلح عليه بـ"قوارب الموت"، في تغافل عن القائمين على ورشاتها السرية وصفقاتها المشبوهة وموادها المغشوشة وصناعها المتعجلين؛ ذاك شأن يحتاج إلى تقص وإماطة اللثام عن خفاياه، ما يتطلب مجلدا وأكثر.
لهؤلاء المهاجرين ما يلهيهم عن التعبير بالأدب أو الفن عن محنهم الملتبسة، وليس هذا دليلا على انتفاء المواهب الكامنة فيهم، وغياب المهارات المعطلة لديهم، بل هو وضع مؤقت إلى حين وضعهم عصا الترحال، واستردادهم الأنفاس من وعثاء السفر؛ أما ما لم يقدروا على لجمه، فهو أن يكونوا ملهمين لحاملي القلم والريشة، وآلة العزف، وحنجرة الأداء، ولعامري المنابر والشاشات.
تطالعك حكاياتهم خاصة بعد حصول الكارثة، في نشرات الأخبار وأعمدة الصحف وفضاءات التواصل الاجتماعي، وغير ذلك من المواقع والمقامات: تعرض الصور النابضة والجامدة، وتتنافس القراءات والتأويلات، وتختلف أعداد الضحايا، بحسب مسافة المعاينة ومصدر المعلومة؛ أما الرسائل والخطابات، فمدارها إحصاء الهلكى ومواساة ذويهم والتحذير من المآلات، والإشادة بجهود فرق الإنقاذ، حتى بعد فوات الأوان.
هكذا يسال الحبر ويجري الكلام عن معضلة الهجرة غير القانونية، وعن ضحاياها منكودي الحظ، وعن انشغال الدول المعنية، في مسعى للحد من وطأتها وتداعياتها؛ وتلك آمال ومشاريع غالبًا ما تكون مجهضة، مفتقرة إلى الحزم في اتخاذ القرارات الصارمة، نظرا إلى تعدد الأطراف المسؤولة وتعارض المصالح.
تعد تونس من بين البلدان الأكثر تضررا من الظاهرة، رغم اجتهادها في إيجاد الحل، مثل التشجيع على العودة الطوعية لأفارقة جنوب الصحراء إلى بلدانهم؛ لكن، يظل عدد الوافدين الجدد يفوق بكثير عدد المغادرين.
ورغم إصرار هؤلاء على الرحيل إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، مهما بلغت معاناتهم، فإن تعطل تحولهم يطيل مدة إقامتهم على الأراضي التونسية، فينجبون ويتكاثرون، وتزداد احتياجاتهم ومطالبهم، من مأكل ومشرب وعلاج وتمدرس واتخاذ فضاء للسكنى، وآخر للتعبد، وثالث لتنظيم الأحوال المدنية وتسيير الشؤون العامة والخاصة، ورابع لممارسة الهوايات، كالرياضة بأنواعها، والعزف والغناء والرقص، وخامس للدفاع عن "حرمهم" الذي صار لهم بالقوة، في بعض غابات الزيتون التابعة لولاية/محافظة صفاقس، على وجه الخصوص.
وقد وصل الوضع إلى عدم تمكن مالكيها من استردادها وجني ثمارها، هذا إن أبقى الملاك الجدد على الغرس وما حمل، ولا تخلو العلاقة بين الطرفين من التوتر بسبب المضايقات، وليس بدافع عنصري، ففي البداية حظي هؤلاء "الضيوف" بالقبول والإكرام والمؤازرة، باعتبارهم مؤقتين وغير كثيرين، إلا أن المشهد سرعان ما انقلب وادلهم!
يرجح أن المخبرين عن هذه الأوضاع، من خلال ملاحظاتهم وتقاريرهم وتحاليلهم ومقترحاتهم، لم يكن همهم تقديم خطاباتهم في قالب فني، لكن قد يحصل لهم ذلك صدفة، مما يضاعف انجذاب مخاطبيهم إليها؛ وكذا الشأن بالنسبة للمتحدثين عن هجرة الكفاءات والأدمغة العربية إلى بلدان أجنبية أو شقيقة، تكون فيها الأجور أعلى وبيئة العمل أرقى؛ هذا من جانب.
ومن جانب آخر، تنادى الأدباء والفنانون لتناول موضوع "الحرقة"، إما في روايات، لعل أشهرها رواية "شط الأرواح" للكاتبة التونسية آمنة الرميلي، وفيها يتعايش المرجعي، والتخييلي، والغرائبي، وتنغلق "الروموس" على جثث لفظها اليم، وحكايات لم يكتب لأصحابها روايتها، وما فازوا من دنيانا إلا بالدفن على يد بحار متطوع، إكراما لآدميتهم؛ تفاعل الكاتبة مع تلك الأحداث والمصائر جد عميق، والتعبير عنها جد بليغ، لكن الأقوى من كليهما الأثر المطبوع في وجدان كل قارئ تحمل وزر الوجع والكمد، والهلع والحيرة، أثناء قراءته للرواية، وبعد إتمامها، إن جاز له ادعاء إتمامها، وقد لبسه مناخها الآسر!
وليس الباعث على التفاعل مع مآسي المهاجرين حكرا على من قضوا، سواء قبل الرحلة أو أثناءها، وحتى بعدها، بل يتقاسمه معهم أولئك الذين بترت أحلامهم، واضطروا إلى العودة من حيث أتوا، لكنهم آثروا التكتم عن خيبتهم والتخفي في عقر دارهم عن أنظار من يعرفونهم، فأقاموا بين أناس لا يعرفونهم؛ ولي في شأن هذا الاختيار نص قصير تحت عنوان "اتقاء لعبارة "لا مرحبا!"، قلت فيه مخاطبا عائدا لم يتوفق:
"ما ظن أحد، لا أنت ولا ذووك ولا من صادفك أو سمع عنك، هنا أو هناك، أنك ستخفي عودتك عمن يوما جهزوك كما تجهز العروس بما يفوق طاقة أهلها، حتى تعظم في عيون الأصهار. اعتبروا رحلتك إلى ما يسلمك إلى ما وراء البحار مشروع العمر. باعوا نزرا مما يملكون. ودعوك بقليل من الدموع، على أمل استقبالك يوما بكثير من الزغاريد وأهازيج الترحاب، وقد رفعت رؤوسهم وغسلت أدران فاقتهم واستضعافهم. لم تخلف الوعد بالعودة. لم ترد أن يستقبلوك خالي الوفاض. أتقنت لعبة التخفي لإخفاء الخيبة وغياب الفائدة وذهاب رأس المال. ما أقسى أن تسمع: "لا مرحبا بك!".
لقد شكلت "الحرقة" كذلك موضوع مسلسلات تلفزيونية، نذكر منها مسلسلا تونسيا يحمل نفس العنوان "الحرقة"، رضي عنه النقاد المختصون والمشاهدون المتمرسون، محتوى وإخراجا وأداء؛ وفيه تراكبت القضايا المتعالقة، لإحداث التشويق وخلق الإرباك.
وما لا ينبغي إغفاله هو أن لا الرسم ولا المسرح ولا السينما ولا غناء "الراب"، تخلف عن ركب التعبير عن الظاهرة؛ وليس لمن يعنيه شأن "الحرقة"، بل شؤونها، إلا تدبر رائق أدبها ورائق فنونها، النابضة بالحياة، والقابضة على مآس تحدث وتستوقف، تهز المشاعر وترج العقول!
إن ما مر بنا من ألوان الاغتراب تبدى مزيجا من عذابات من تقطعت بهم السبل، وهم بالآلاف المؤلفة في أيامنا هذه، ومن الاستعذاب الراجع إلى تحقق مآرب من سواهم، إن كليا أو جزئيا؛ أما ما ينفع عقول من ينشطون للمعرفة والإفادة، فمحفوظ في المؤلفات والموسوعات وعلى المحامل المعلوماتية الحديثة.
ويبقى التساؤل المولع باستنطاق الذاكرة التاريخية بابا مفتوحا للتفاعل والإبداع الأدبي، وللامتلاء من المنجز ذي الطابع الوثائقي.
هذا كتاب جماعي أشرفت على إخراجه كل من أرمال جيرينون وفيونا لاجوسني، ومما ذكر في شأن اختيارات الكتاب وطرق تناولهم للموضوع المشترك أن حكاية السفر، باعتبارها عرضا لتجربة الآخر والهناك في نفس الوقت، تطرح مسألة القدرة على فهم هذه الغيرية وأدوات بنائها. ولا يعدو المسافر أو المسافرة أن يكونا ذينك الشخصين الحاملين لمفارقة؛ فهو من ناحية يرشح نفسه وسيطا بين عالمين، ويطلعنا، في قلب حكايات السفر، وبألوان من الوصف والسرد، على ذاك التوتر القائم، المرصود للتعبير عن الجديد والمختلف، ومن ناحية أخرى هو ملزم عموما باللجوء إلى أدوات لسانية وثقافية معهودة.
ومن عناوين فصول الكتاب الثلاثة:
لسانيا كذلك، يمكن التطرق إلى الهيئات المختلفة للفعل الواحد في الاستعمال. لدينا، على سبيل المثال، الفعل "وضع" الذي يرد:
وينطبق هذا على عدة أفعال، من مثل "أخذ":
علما وأن المسائل (وهي كثيرة) تقدم بالاستناد إلى مرجعية لسانية ثابتة، مع الالتزام بتوخي التبسيط لتشمل الإفادة حتى من هم من غير أهل الاختصاص.
التقط العلماء أول صورة مباشرة عالية الدقة لأكبر هيكل في الكون، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تركيبته.
قراءة المزيدالخوف من التيار الإسلامي ناتج عن تراكمات تاريخية، ويجب الحفاظ على القيم الإسلامية مع احترام التنوع الثقافي في سوريا.
قراءة المزيدالتمارين المكثفة لا تضمن حرق سعرات حرارية أعلى، حيث تعتمد الفعالية على حجم الجسم ونوع الخلايا.
قراءة المزيدأعلنت حماس عن أسماء ثلاثة رجال إسرائيليين ستقوم بإطلاق سراحهم، في إطار اتفاق تبادل خلال الهدنة.
قراءة المزيدضجت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بعد انتشار ظاهرة بيع الأطفال والرضع على فيسبوك، مما أثار غضبًا واسعًا بين المواطنين.
قراءة المزيد“أريد تحقيق حلم أخي المتوفى” – إعادة بناء الحياة وسط أنقاض غزة 20 يناير 2025 فيرغال كين مراسل خاص، بي بي سي نيوز تقارير من ...
قراءة المزيدحركة "حماس" تلوح بتأخير تبادل الأسرى مع إسرائيل، رداً على عدم التزامها ببنود اتفاق الهدنة.
قراءة المزيدمبعوث ترمب: تصريحات عن غزة “سخيفة” أفاد ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء، أن الادعاء بأن قطاع غزة قد ...
قراءة المزيدتجدد الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا يزيد المخاوف حول الحماية اللازمة للمواقع النووية الحيوية.
قراءة المزيدتواجه العديد من الأشخاص الذين لديهم تأمين صحي عالي الخصم تحديات مالية عند تجديد العوائد. من المهم معرفة التفاصيل المالية للتغطية.
قراءة المزيدأهمية التغذية قبل التمارين الرياضية عند السعي لتحسين لياقتك البدنية أو تعزيز قوتك، من المهم الانتباه إلى ما تتناوله قبل التمرين. الطعام يؤثر بشكل كبير ...
قراءة المزيدتقول الدراسات إن عينات الكويكب "بنو" تحتوي على مكونات الحياة، مما يقوي فرضية أن الكويكبات قد زرعت بذور الحياة على الأرض.
قراءة المزيدعاد الفلسطينيون إلى شمال غزة وسط دمار كبير، فرحاً رغم الألم، حيث تضررت منازلهم، ولكن الوطن هو الأهم.
قراءة المزيدعادت نحو 200,000 لاجئ إلى سوريا مؤخراً، لكن ظروف المعيشة غير كافية لضمان بقاءهم، حسب المفوضية العليا للاجئين.
قراءة المزيدالخارجية السودانية: التعاون الإسلامي صنف الدعم السريع "كقوة متمردة" في خطوة تعكس تصعيد الأوضاع في المنطقة.
قراءة المزيديغيب ريال مدريد عن خدمات مبابي وبيلينغهام في مباراة ليغانيس بسبب الإصابات، مما يؤثر على تشكيلته في كأس إسبانيا.
قراءة المزيد