# سيرة دكتورة ثريا التركي: رائدتان في عِلم الأنثروبولوجيافي كتابها الجديد بعنوان “حياتي كما عشتها: ذكريات امرأة سعودية من عنيزة إلى كاليفورنيا”، الصادر عن دار “الكرمة” للنشر في القاهرة، تتناول الدكتورة ثريا التركي موضوع الهوية والثقافة من خلال استكشاف جذورها بأسلوب بصري فائق. يتحدث الكتاب عن حياتها كأول امرأة سعودية تتخصص في الأنثروبولوجيا، بعد أن درستها في الولايات المتحدة، وأصبحت أستاذة في جامعات مرموقة مثل هارفارد وكاليفورنيا وجورج تاون وبنسلفانيا.## الطفولة والنشأةتبدأ القصة مع طفلتها “ثريا”، التي وُلدت كابنة صغيرة لشيخ نجدي وربة منزل حجازية. رغم اختلاف الوجهات التي تطرقت إليها الكاتبة في كتابها، تظل مدينة “عنيزة” في قلب سردها. فقد وُلِد والدها “محمد السليمان التركي” هناك، والتي تتوجه إليه بالشكر في بداية كتابها، موضحة أن دعمه كان سبباً في تحقيق طموحها التعليمي. تعتبر ثريا أن استثناءها من قيود المجتمع كان بسبب دعم والدها، الذي سمح لها بالحصول على التعليم في لبنان ومصر ثم الجامعة الأميركية في القاهرة.## تأثير التحولات الثقافيةتتداخل سيرة الكاتبة الشخصية مع حقائق تاريخية وثقافية هامة في السعودية والعالم. تأتي عائلتها من خلفية تقليدية، وقد اختارت تخصيص الفصل الأول من كتابها للحديث عن والديها، مما يمنح القارئ إحساساً بالحنين إلى الماضي. في فصول أخرى، تسلط الضوء على كيفية انفتاح السعودية على تعليم البنات خلال الأربعينات، رغم أن جدة كانت تحتوي على بعض المدارس غير الرسمية التي تعلم البنات الخياطة وتلاوة القرآن.## تجارب تعليمية مؤلمةتسرد ثريا في كتابها تجاربها في مدرسة داخلية إنجليزية في لبنان، حيث شعرت بالغربة وواجهت صرامة في التعامل. يتذكر الكتاب لحظة تعرضها للإهانة من معلمة، مما أدى إلى تصرفها بشجاعة من خلال الرد عليها، وهو ما يعتبر بداية لمقاومة شعورها بالاضطهاد.## صراعات عائلية وإدراك الذاتتعبر المؤلفة عن مشاعر معقدة تجاه والدتها، حيث تعترف بأنها كانت تشعر بالخجل منها، بسبب عدم تلقيها تعليماً عالياً على الرغم من حبها العميق لها. تمثل هذه الأمور جزءاً من تقييمها لذاتها وعلاقاتها بأقرب الناس إليها.## رحلة التعليم الجامعيتصف ثريا التحدي الأكبر في حياتها الذي تمثل في إقناع والدها بدخول الجامعة. تتحدث عن كيف كان التعليم الجامعي في نظر بعض الأوساط المحافظة مرتبطًا بتصورات سلبية. تشارك تجاربها حول كيفية إقناع والدها، إذ استطاعت الالتحاق بالجامعة الأميركية في القاهرة، والتي اعتبرت وجهة للهواة من جميع أنحاء العالم العربي في الستينات.## محطات معقدة نحو الاستقلالتستمر القصة حتى بعد تخرجها، حيث تتحدث ثريا عن تحديات تحضير رسالتها للماجستير في الولايات المتحدة، متأملة في مشاعرها المزدوجة. تتساءل عن مستقبلها في مجتمع قد يتحكم فيه الزوج في خياراتها، مما يعكس صراعها للحصول على الاستقلال الشخصي.تقدم الدكتورة ثريا التركي في كتابها بورتريهً غنياً بتفاصيل من رحلتها التي تمتد عبر الثقافات والتحديات، مما يعكس تجربة الجيل الأول من النساء السعوديات اللاتي سعين لتحقيق أحلامهن في مجتمع متغير.
[featured_image]
رابط المصدر