شادو بان: أداة تكميم المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي

Photo of author

By العربية الآن

“شادو بان”.. سلاح في يد منصات التواصل لإسكات المستخدمين

شادو بان - Shadow ban
فكرة “شادو بان” تظل حتى اليوم أسطورة شعبية منتشرة بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها (الجزيرة)

تشكل منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة المستخدمين اليوم، حيث أظهرت الدراسات مثل دراسة جامعة “ماين” (Maine) وجود 4.8 مليارات مستخدم لهذه المنصات، مما يمثل 59% من إجمالي سكان العالم و91% من مستخدمي الإنترنت.

نظرًا لعدم توفر إحصائيات دقيقة حول عدد المنشورات اليومية، فإن العدد الكبير من المستخدمين يفسر إنتاج ملايين المشاركات يوميًا. ومن هنا، برزت الحاجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي والخوارزميات لمراقبة وتنقيح هذه المحتويات لتعزيز وجود المشاركات المناسبة وإخفاء غير المناسبة.

تمتلك المنصات قواعد معينة لمراقبة المحتوى ومنع الإساءة، ولكن هناك محتويات تقع في منطقة رمادية، حيث لا تخالف القوانين بشكل صريح ولكنها لا تتماشى مع سياسات المنصة، مما أدى إلى ظهور مفهوم “شادو بان” أو الحظر الخفي.

ما هو الحظر الخفي “شادو بان”؟

ظهر مفهوم “شادو بان” لأول مرة في نهاية عام 2016، وبدأ يكتسب شهرة واسعة بحلول أغسطس 2017، ولا يزال حديثًا شائعًا بين مستخدمي منصات التواصل في العالم العربي منذ عام 2020.

على الرغم من ذلك، لا تعترف الشركات بوجوده، بينما يؤكد خبراء التسويق الرقمي مثل نيل باتيل على وجود قواعد تجعل بعض الحسابات تقع تحت وطأته.

PENANG, MALAYSIA - JUNE 6, 2018: Google security and privacy issues. Close up Google logo with the security lock icon isolated on black background.
حسب صفحة “غوغل” لتتبع الصيحات، فإن مفهوم “شادو بان” ظهر لأول مرة في نهاية 2016 (شترستوك)

يعتبر “شادو بان” أحد أبرز الأساليب المستخدمة من قبل منصات التواصل لتقليص وصول المحتوى الذي ينتهك السياسات العامة، حيث إن هذا المحتوى لا يخالف السياسات بشكل كامل ليؤدي إلى حظر الحساب بشكل نهائي، بل ترغب المنصات في منع انتشار بعض المشاركات بشكل خفي.

ترجع الشركات هذا الحظر إلى عدم التزام بعض المحتويات بمعايير المجتمع، وهو موجود في جميع منصات التواصل بما في ذلك “فيسبوك” و”إكس” و”تيك توك” و”إنستغرام” و”يوتيوب” وحتى في محرك بحث “غوغل”.

يختلف الحظر الخفي عن الحظر الكامل؛ إذ بإمكان المستخدم الوصول إلى المنصة واستخدامها، لكنه لن يستطيع رؤية جهوده في الوصول إلى جمهور واسع، حيث أن مشاركاته قد لا تصل حتى لبعض أصدقائه المقربين، وذلك وفقًا لرؤية الخبراء.

لماذا تلجأ المنصات إلى “شادو بان” بدلًا من الحظر المعتاد؟

تلجأ المنصات إلى هذه الاستراتيجية لأنها تكشف عن عدم التزام المستخدم بالمقاييس المطلوبة دون اللجوء إلى الحظر الواضح، مما يبقي على تفاعلهم مع المنصة دون كشفهم لمحتوياتهم.

أسباب استخدام منصات التواصل الاجتماعي لأسلوب “شادو بان”

لفهم دوافع منصات التواصل الاجتماعي في اعتماد أسلوب “شادو بان”، يتوجب علينا النظر إلى الأهداف التجارية لهذه المنصات. على الرغم من أن معظم ميزات هذه المنصات مجانية، فإنها تعتمد على الإعلانات المدفوعة وحملات الترويج لتحقيق الأرباح.

توازن بين المصالح

تحتاج إدارة هذه المنصات إلى الموازنة بين جانبين رئيسيين؛ الأول هو المستخدمون الذين تظهر لهم الإعلانات، حيث يجب إرضاؤهم بمحتوى يجذبهم ويجعلهم يبقون في المنصة. والثاني هو الرغبات التجارية للمعلنين الذين يسعون إلى تجنب أي محتوى يمكن اعتباره ضارًا أو مخالفًا لمعاييرهم.

إذا قامت المنصات بحظر أي حساب يتعارض مع مصالح المعلنين، فإن ذلك قد يتسبب في نفور المستخدمين، مما يدفعهم للبحث عن منصات أخرى تقدم حرية أكبر في التعبير. على الجانب الآخر، إذا تركت المنصات المحتوى المخالف ينتشر، فإنها تخاطر بفقدان المعلنين الذين قد ينتقلون إلى منصات منافسة.

شادو بان كحل وسط

يمكن اعتبار “شادو بان” حلاً وسطًا يرضي جميع الأطراف، حيث يمكن للمنصات منع انتشار محتوى مخالف دون إثارة غضب المستخدمين. من خلال هذه الآلية، تنفي إدارة المنصة وجود “شادو بان”، مشيرة إلى أن الخوارزميات هي التي تقيم المحتوى وتعتبره غير جدير بالنشر.

مثالاً على ذلك، ما حدث مع “ميتا” فيما يخص المحتوى المتضامن مع القضية الفلسطينية منذ بداية حرب غزة يعتبر نموذجًا فعليًا، حيث كانت المنصة تحد من وصول منشورات تتضامن مع الفلسطينيين، وفقًا لما أفاد به موقع “ذا كونفرزيشون”.

1732421664 496 شادو بان أداة تكميم المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي أداة تكميم المستخدمين أداة تكميم المستخدمين
“ميتا” متهمة بمنع وصول المحتوى المتضامن مع القضية الفلسطينية لا سيما بعد حرب غزة (الفرنسية)

كيفية اكتشاف شادو بان

رسمياً، لا توجد طريقة معترف بها لاكتشاف “شادو بان”، حيث لا تعترف المنصات بوجوده. ومع ذلك، يمكن للمستخدمين استنتاج ذلك من خلال مراقبة التحليلات الخاصة بمنشوراتهم. إذا لاحظ المستخدم أن بعض منشوراته لم تصل إلى عدد كافٍ من المتابعين، أو أن معدل التفاعل قد انخفض دون تغيير في جودة المحتوى، فقد يكون هذا مؤشراً على وجود “شادو بان”.

تُطبق هذه الطريقة على جميع أنواع منصات التواصل الاجتماعي، وهناك بعض الأدوات التي طورها المستخدمون لاكتشاف هذا الحظر، لكن فعاليتها قد تختلف.

كيف يمكن التغلب على الحظر الخفي؟

لا توجد طريقة ثابتة للتغلب على “شادو بان”، إذ لا يمكن تقديم شكوى بشأنه للمنصات، لأنهن لا تعترف بوجوده. ومع ذلك، يمكن للمستخدمين محاولة تجاوز آليات الكشف الخوارزمية عبر تشويه الكلمة أو كتابة النصوص بطريقة تجعل من الصعب على الأنظمة الآلية التعرف عليها.

بعض المنصات تجعل “شادو بان” دائمًا للحسابات التي تشارك محتوى مخالفًا، لذا من الأفضل في هذه الحالة بدء حساب جديد لضمان الوصول الجيد إلى المحتوى. كما يجب تجربة استراتيجيات مختلفة حتى يتمكن المستخدم من التغلب على “شادو بان” واستعادة التفاعل الطبيعي.

من المهم أن يميز المستخدم بين الحظر الخفي وعدم استحقاق المحتوى للنشر، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.